من طرف bansy 03/10/09, 02:56 amبسم الله الرحمن الرحيم
كلما أقبل الليل,,وتحركت جفونه,,وأرخت عيونه رموش الظلام على وجه الأرض,,
يهزني الشوق , يرسلني إلى أماكن تتراءى في خيالي,
فتتماثل حاضره كأنما زفها النسيم البارد من أقاصي غير مذكورة,
حتى إذا تجسدت لناظري,,
عشتها لحظات بعيداً عن صخب الحياة,, ,
وقد ذهبت الوحشة,,وحلت تباشير السعادة بدل الكآبة والضجر,,
فينشرح خاطري لمجرد رؤيتها,,,
كما لو أنها أمنيه صعبة المنال في قاموس الأماني,,
فجاد بها الدهر ونطقها القلم,,
فنالها المنتظر بعد يأس كاد أن يبعثر أوراق الأمل,,
فكم كانت فرحته حينها,,
أو كما لو أنها حلم من الصعوبة بمكان تحقيقه,
حتى إذا خارت قوى الحالم بانت ملامحه في الأفق,
فلملمه الزمن وأهداه إياها على طبق الابتسامة,,
فكم هي جميله تلك البشرى بالنسبة للحزين الصامت,,
فأنا ذاك الأسير,,خطفته تلك الأماكن ,,
فظلت لاصقة بجدار الذاكرة ترافقني أينما دعاني الرحيل,,
يحملها الليل,,ويستحضرها الشوق,,
وكلما حسبت أني أراها أشعر كأنما أزلفت الدنيا وارتمت أمام عيناي,,
وحسبي أن أعانق الجمال منها,,ودونه لا يعنيني,,
تلك الأماكن ترتخي أحاسيسي على مشارفها,,,وتذوب همساتي على عتباتها,,
سكون ضارب في الأرجاء,,
فلا همس ولا حس سوى أنفاس تنبعث من أعماقها,,
تأخذني بلا أذن مني,,فارحل على لمساتها الغير منظوره,,
إلى عالم ربما لم أزوره يوماً,,
عالم ليس بغريب وإنما يحمل معاني لا تنطق سوى الحب خلافاً لواقع
يبث غربة الروح,,
والحقيقة أن قدماي لم تطأ تلك الأماكن ولم تلمسها يداي,
ولكن كلما اقبل الليل تنبثق من رحم الخيال,,وتتسلل من نافذة الحياة,,
فتحضنها أشواقي وتقبّلها بلهفة العاشق المسحور,,
ربما أن تلك الأماكن مجرد صرح من الوهم أو أنها رؤية تداري أحلام اليقظة,,
وربما أنها مجرد أطلال دارسه بعد توالي الحقب,,
مع هذا بقت معالمها صارخة في وجداني,,مع أن صداها لا يسمعه سواي,,
لا ادري ,,قد استيقظ يوم وأنا مستلقي على ترابها الجميل,,
وقد لا أراها,,
لا ادري,,,ولكني اعشقها طالما هناك روح فيها تنتظرني,,,
يُخيل إلي ذلك,,
لذا خيالي دائماً يلازمها,,ربما إلى حين,,,,
